هل الإسلام دين عنف حقاً؟
د. عادل أحمد الرويني
مازالت حملة الافتراءات ضد الاسلام والمسلمين ورسولهم صلى الله عليه وسلم مستمرة، ومازالت تلك الحروب اللسانية متواصلة، وما تعرض المسلمون لمثل تلك الأقاويل والاختلاقات كما يتعرضون له في هذه الآونة حيث وقف أعداء الاسلام جميعاً في خندق واحد لمواجهة خطر واحد مزعوم ألا وهو خطر الاسلام والمسلمين، حيث وصف الاسلام بأنه دين يحض على العنف والارهاب!! ووصف المسلمون ونبيهم صلى الله عليه وسلم بالارهابيين!!
وهنا نتساءل بحيادية مطلقة: هل الاسلام دين عنف حقا؟!
أقول بمنتهى الصدق والصراحة: إن اصحاب الفكر المنحرف، والأفق الضيق، والفهم السطحي من المسلمين هم الذين ساعدوا في تشويه صورة الاسلام في عيون الغرب الذي كان ينظر إلينا أصلاً نظرة ريبة وشك، ويصف الاسلام بما ليس فيه، ولقد انتهز أعداؤنا بعض أفعال هؤلاء المسلمين اصحاب الرأي المتطرف البعيد عن وسطية الاسلام واعتداله لينقضوا على بعض بلاد المسلمين، لمواجهة ما يسمونهم بالارهابيين، ولمواجهة الفاشية الاسلامية والانتصار على الارهاب كما يزعمون.
من هم الإرهابيون؟!
إن احداث التاريخ لتسجل في صفحاته أن أعداءنا هم الارهابيون حقا، ولنقرأ ماذا فعلوا بالمسلمين في الأندلس بعد سقوط غرناطة، وانتهاء الحكم الاسلامي الذي استمر لثمانية قرون تقريباً حيث أجبر كثير من المسلمين على اعتناق النصرانية، وأقيمت محاكم التفتيش التي استمرت لسنوات طويلة تمارس أبشع ألوان تعذيب المسلمين، وما قرأت في حياتي قط أفظع ولا أقسى من صنوف التنكيل والتعذيب التي تعرض لها المسلمون في تلك المحاكم التي كانت تصادر الأرض، وتنتهك العرض، وتسفك الدم على مجرد الهوية الاسلامية، ولقد انتابتني حالات عنيفة من التقزز والاشمئزاز والتعصب وأنا أقرأ عن تلك المحاكم البشعة، وأخذت أقارن بين ما فعله هؤلاء وبين ما فعله أسلافنا الفاتحون لتلك البلاد حيث لم يجبروا أهل الاندلس على تغيير ديانتهم أو اسمائهم، بل اعتنق كثير منهم الاسلام طواعية لما رأوا من سماحته وعاش النصارى واليهود في أمن وأمان تحت كنف الحكم الاسلامي الطويل.
وبالاضافة الى محاكم التفتيش التي ستظل وصمة عار في جبين الغرب فإن هذا الغرب الذي يدعي التحضر ارتكب الكثير من المجازر البشعة في أنحاء مختلفة من العالم ومنها مجازره ضد السكان الاصليين في استراليا وضد الهنود الحمر في أمريكا.
وقد ورد في التوراة المحرفة في سفر التثنية عن القتال: (في بلاد معينة فاضربوا جميع ذكورها بحد السيف، أما البلاد القريبة فلا تستبقوا فيها نسمة حية دمروها عن بكرة أبيها).
هذه هي فكرة الابادة الجماعية عند أعدائنا منذ قديم الزمان والتي ما زالوا يمارسونها في عصرنا الحاضر في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان فمن الارهابيون اذن؟!
وللانصاف أقول: انه يوجد من أهل الكتاب غير المغتصبين ولا المعتدين على ديارنا وأعراضنا ممن يتصفون بالسماحة والانصاف.
إعلاء كلمة الله
إن ديننا الحنيف يا أصحاب تلك الادعاءات الباطلة، والافتراءات الظالمة دين سلام ومحبة، دين يؤثر السلام على الحرب والعنف الا اذا كانت الحرب لحماية الارض والعرض، وهذا ما نطق به كتابنا الكريم في قوله تعالى: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم”، (الأنفال: 61).
ولقد ظل المسلمون ثلاثة عشر عاما يتعرضون في مكة للظلم والاهانة والتعذيب قبل ان يؤذن لهم بالجهاد في قوله تعالى: “أُذِن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله..”، (الحج: 39- 40).
وما الغرابة في ان يكون الاسلام دين سلام، والمسلم يقول في تشهده كل يوم خمس مرات: “السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين” ثم يختم صلاته بالسلام.
والقرآن الكريم يصف المؤمنين عباد الرحمن بالمسالمة في قوله تعالى: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”، (الفرقان: 62).
والله تعالى من أسمائه السلام، ويدخل عباده المؤمنين دار السلام، وتحية المسلمين في الدنيا السلام، وفي الجنة السلام. إن الاسلام قام على الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ودعا الى السلام، قال تعالى: “ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، (النحل: 125).
والاسلام يرحب بكل دعوة للسلم، وقد سمي صلح الحديبية فتحاً، قال تعالى: “إنا فتحنا لك فتحا مبيناً”، (الفتح:1).
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن تمني لقاء العدو، فقال: “لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، ولكن اذا لقيتموهم فاصبروا”.
ان الجهاد في الاسلام ليس له هدف إلا اعلاء كلمة الله ورفع كلمة راية التوحد، والدفاع عن الدين والوطن والحياة.
وليست الحرب في الاسلام للسيطرة ولا للاعتداء على الآخرين ولا للغنائم، ولهذا لم يشهر المسلمون سيوفهم في وجوه أعدائهم الا بعد اليأس من مسالمتهم، ولم يحاربوا الا لإعلاء كلمة الله، والا ليردوا عدواً مقتدين بنهي القرآن الكريم عن العدوان، قال تعالى: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”، (البقرة 190).
كذلك نهى القرآن الكريم عن قتال من أعلن مسالمته وان كانت ظاهرية، قال تعالى: “ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً”، (النساء: 94).
بل إن الاسلام أمر بالعدل حتى مع الأعداء حيث قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”، (المائدة:.
فهل يوصف الاسلام بعد هذا بأنه دين ارهاب؟!!
ولقد حث الاسلام أتباعه على مهادنة أعدائهم اذا رغبوا في الهدنة بشرط ألا يكون هذا بإهدار حق من حقوق الله، قال تعالى: “فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا”، (النساء: 90).
أدب الحرب في الإسلام
وقد نظر الاسلام الى الحرب على أنها عمل طارئ موقوت، ولهذا حصر أضرارها وشرورها في أضيق الحدود، فلا يصح ان يعتدي المقاتلون المسلمون على المسالمين من اعدائهم من الشيوخ والاطفال والعجزة والمنقطعين لعبادة الله تعالى، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمجاهدين في سبيل الله: (اخرجوا باسم الله، فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدورا، ولا تقتلوا الولدان ولا اصحاب الصوامع).
والفاتحون المسلمون لم يجبروا أحداً على الاسلام، لأن الدين ينهي عن ذلك، قال تعالى: “لا إكراه في الدين”، (البقرة: 256).
والاسلام لا يعتد بإيمان أحد إلا وهو كامل الحرية.
ان الاسلام لم ينتشر بالسيف، ولكن انتشر بالتسامح والقدوة الحسنة والاخلاق الحميدة، والمعاملة الطيبة، ولقد انتشر الاسلام في شرق آسيا، وفي افريقيا عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا خير سفراء لدينهم، فاعتنق كثير من أهل تلك البلاد الاسلام لما رأوه من صدق وأمانة التجار المسلمين.
ان اسلامنا لم ينتصر بالسيف وانما انتصر على السيف، وقد كفل الاسلام للأسرى والمغلوبين أعدل النظم، وأرحم القوانين، حيث كفل لهم حريتهم الدينية، وحرم تعذيبهم ولم يجز للمسلمين ان يجيعوا أعداءهم او يقتلوا سفراءهم، او يعتدوا على المستأمنين في بلاد المسلمين من رعايا الدول المحادية، ومن هنا فإننا ندين بشدة أية اعتداءات على أرواح السائحين او ممتلكاتهم لأنهم بتأشيرات دخولهم الى بلادنا قد اصبحوا مستأمنين ويحرم المساس بأمنهم وترويعهم، وتلك من الحقوق التي كفلها الاسلام لهم.
تلك بعض القواعد الاسلامية في معاملة الاسرى التي وضعت منذ ما يقرب من ألف وخمسمائة عام قبل معاهدة جنيف لمعاملة أسرى الحرب.
ان الاسلام الذي يدعو الى القوة يدعو أيضا الى السلام، فلا جبروت ولا طغيان، ولا ذل ولا استسلام ولا هوان بل عزة لله ورسوله وللمؤمنين.
نبي الرحمة
وبعد هذا البيان الموجز مازلت أسائل هؤلاء: هل حقا الاسلام دين عنف؟! وهل نبي الاسلام - صلى الله عليه وسلم - ارهابي - حاشاه -؟!!
وصدق الله القائل: “ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا”، (الكهف: 5).
وكيف يوصف نبي معصوم بالارهاب؟!
وكيف يوصف من رحم الله به اعداءه من الخسف بمثل تلك الأوصاف الخسيسة؟! ألم يقل له ربه في كتابه العزيز: “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم”، (الانفال: 33).
ألم يعف الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة الذين آذوه واصحابه أشد الايذاء والذين تآمروا على قتله شر تآمر، وأرغموه على الخروج من مكة وهي أحب بلاد الله الى قلبه؟!
ألم يتمكن منهم وكان من الممكن قتلهم جميعاً او تعذيبهم؟
لم يفعل صلى الله عليه وسلم بأعدائه شيئاً من ذلك بل قال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
لم يستبح رسول الاسلام - صلى الله عليه وسلم - لهم عرضا، ولم يكشف لهم عن سوأة، ولم يظهر عوراتهم، ولم يضع القيود في أعناقهم ويسحبهم كالحيوانات ولم يسفك لهم دماً كما يفعل أعداء الاسلام المعتدون بالمسلمين في بلادهم، تلك هي حضارتهم التي كشفت عن وجهها القبيح، وتلك هي حقوق الانسان والديمقراطية والحرية التي يتشدقون بها!!
فمن الارهابي حقاً؟ ومن المعتدي إذن أجيبونا ان كنتم تعقلون.
ونحو إن كنا نؤكد على سماحة الاسلام ورحمته وأخلاقه ومبادئه النبيلة التي فتحت مغاليق قلوب كثير من أهل البلاد شرقا وغربا فإننا ايضا لا ننكر ان هناك فتوحات كانت بالسيف، لأن الغاية رفع كلمة التوحيد واسماعها وابلاغها لجميع الناس، لأن رسالة الاسلام عالمية وليست رسالة محلية. قال تعالى: “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون”، (سبأ: 28).
وأختم بتحذير كل من تسول له نفسه المساس بكتاب الله وآياته والدعوة الى حذف آيات معينة من مناهج أولادنا إرضاء لأعدائنا؟ لأن إرضاء هؤلاء لن يكون الا بالانسلاخ عن عقيدتنا وديننا ومبادئنا.
فيا أهل الحل والعقد، ويا أولي الأمر في كل مكان ويا أمة الاسلام تمسكوا بكتاب ربكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه، ولا ترضوا الدنية في دينكم فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، لم نغير ونبدل ونحذف ونشطب ونوصي بألا تقرأ آيات معينة في صلواتنا محافظة على مشاعر أعدائنا؟!! وهل يرضى هؤلاء ان نطالبهم بحذف أشياء معينة من كتبهم؟
قال تعالى: “أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب، وما الله بغافل عما تعملون”، (البقرة: 85).
دين السلام
قال سبحانه وتعالى: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.
وقال تعالى: “فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلَم، فما جعل الله لكم عليهم سبيلا”.
العدل مع الأعداء
ان الاسلام أمر بالعدل حتى مع الأعداء حيث قال تعالى:
“يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى”.
منقول من جريدة الخليج الاماراتية
والحمد لله ربى العلمين:
أخوكم فى الله أبو الفنون المغربى
د. عادل أحمد الرويني
مازالت حملة الافتراءات ضد الاسلام والمسلمين ورسولهم صلى الله عليه وسلم مستمرة، ومازالت تلك الحروب اللسانية متواصلة، وما تعرض المسلمون لمثل تلك الأقاويل والاختلاقات كما يتعرضون له في هذه الآونة حيث وقف أعداء الاسلام جميعاً في خندق واحد لمواجهة خطر واحد مزعوم ألا وهو خطر الاسلام والمسلمين، حيث وصف الاسلام بأنه دين يحض على العنف والارهاب!! ووصف المسلمون ونبيهم صلى الله عليه وسلم بالارهابيين!!
وهنا نتساءل بحيادية مطلقة: هل الاسلام دين عنف حقا؟!
أقول بمنتهى الصدق والصراحة: إن اصحاب الفكر المنحرف، والأفق الضيق، والفهم السطحي من المسلمين هم الذين ساعدوا في تشويه صورة الاسلام في عيون الغرب الذي كان ينظر إلينا أصلاً نظرة ريبة وشك، ويصف الاسلام بما ليس فيه، ولقد انتهز أعداؤنا بعض أفعال هؤلاء المسلمين اصحاب الرأي المتطرف البعيد عن وسطية الاسلام واعتداله لينقضوا على بعض بلاد المسلمين، لمواجهة ما يسمونهم بالارهابيين، ولمواجهة الفاشية الاسلامية والانتصار على الارهاب كما يزعمون.
من هم الإرهابيون؟!
إن احداث التاريخ لتسجل في صفحاته أن أعداءنا هم الارهابيون حقا، ولنقرأ ماذا فعلوا بالمسلمين في الأندلس بعد سقوط غرناطة، وانتهاء الحكم الاسلامي الذي استمر لثمانية قرون تقريباً حيث أجبر كثير من المسلمين على اعتناق النصرانية، وأقيمت محاكم التفتيش التي استمرت لسنوات طويلة تمارس أبشع ألوان تعذيب المسلمين، وما قرأت في حياتي قط أفظع ولا أقسى من صنوف التنكيل والتعذيب التي تعرض لها المسلمون في تلك المحاكم التي كانت تصادر الأرض، وتنتهك العرض، وتسفك الدم على مجرد الهوية الاسلامية، ولقد انتابتني حالات عنيفة من التقزز والاشمئزاز والتعصب وأنا أقرأ عن تلك المحاكم البشعة، وأخذت أقارن بين ما فعله هؤلاء وبين ما فعله أسلافنا الفاتحون لتلك البلاد حيث لم يجبروا أهل الاندلس على تغيير ديانتهم أو اسمائهم، بل اعتنق كثير منهم الاسلام طواعية لما رأوا من سماحته وعاش النصارى واليهود في أمن وأمان تحت كنف الحكم الاسلامي الطويل.
وبالاضافة الى محاكم التفتيش التي ستظل وصمة عار في جبين الغرب فإن هذا الغرب الذي يدعي التحضر ارتكب الكثير من المجازر البشعة في أنحاء مختلفة من العالم ومنها مجازره ضد السكان الاصليين في استراليا وضد الهنود الحمر في أمريكا.
وقد ورد في التوراة المحرفة في سفر التثنية عن القتال: (في بلاد معينة فاضربوا جميع ذكورها بحد السيف، أما البلاد القريبة فلا تستبقوا فيها نسمة حية دمروها عن بكرة أبيها).
هذه هي فكرة الابادة الجماعية عند أعدائنا منذ قديم الزمان والتي ما زالوا يمارسونها في عصرنا الحاضر في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان فمن الارهابيون اذن؟!
وللانصاف أقول: انه يوجد من أهل الكتاب غير المغتصبين ولا المعتدين على ديارنا وأعراضنا ممن يتصفون بالسماحة والانصاف.
إعلاء كلمة الله
إن ديننا الحنيف يا أصحاب تلك الادعاءات الباطلة، والافتراءات الظالمة دين سلام ومحبة، دين يؤثر السلام على الحرب والعنف الا اذا كانت الحرب لحماية الارض والعرض، وهذا ما نطق به كتابنا الكريم في قوله تعالى: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم”، (الأنفال: 61).
ولقد ظل المسلمون ثلاثة عشر عاما يتعرضون في مكة للظلم والاهانة والتعذيب قبل ان يؤذن لهم بالجهاد في قوله تعالى: “أُذِن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله..”، (الحج: 39- 40).
وما الغرابة في ان يكون الاسلام دين سلام، والمسلم يقول في تشهده كل يوم خمس مرات: “السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين” ثم يختم صلاته بالسلام.
والقرآن الكريم يصف المؤمنين عباد الرحمن بالمسالمة في قوله تعالى: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”، (الفرقان: 62).
والله تعالى من أسمائه السلام، ويدخل عباده المؤمنين دار السلام، وتحية المسلمين في الدنيا السلام، وفي الجنة السلام. إن الاسلام قام على الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ودعا الى السلام، قال تعالى: “ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، (النحل: 125).
والاسلام يرحب بكل دعوة للسلم، وقد سمي صلح الحديبية فتحاً، قال تعالى: “إنا فتحنا لك فتحا مبيناً”، (الفتح:1).
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن تمني لقاء العدو، فقال: “لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، ولكن اذا لقيتموهم فاصبروا”.
ان الجهاد في الاسلام ليس له هدف إلا اعلاء كلمة الله ورفع كلمة راية التوحد، والدفاع عن الدين والوطن والحياة.
وليست الحرب في الاسلام للسيطرة ولا للاعتداء على الآخرين ولا للغنائم، ولهذا لم يشهر المسلمون سيوفهم في وجوه أعدائهم الا بعد اليأس من مسالمتهم، ولم يحاربوا الا لإعلاء كلمة الله، والا ليردوا عدواً مقتدين بنهي القرآن الكريم عن العدوان، قال تعالى: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”، (البقرة 190).
كذلك نهى القرآن الكريم عن قتال من أعلن مسالمته وان كانت ظاهرية، قال تعالى: “ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً”، (النساء: 94).
بل إن الاسلام أمر بالعدل حتى مع الأعداء حيث قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”، (المائدة:.
فهل يوصف الاسلام بعد هذا بأنه دين ارهاب؟!!
ولقد حث الاسلام أتباعه على مهادنة أعدائهم اذا رغبوا في الهدنة بشرط ألا يكون هذا بإهدار حق من حقوق الله، قال تعالى: “فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا”، (النساء: 90).
أدب الحرب في الإسلام
وقد نظر الاسلام الى الحرب على أنها عمل طارئ موقوت، ولهذا حصر أضرارها وشرورها في أضيق الحدود، فلا يصح ان يعتدي المقاتلون المسلمون على المسالمين من اعدائهم من الشيوخ والاطفال والعجزة والمنقطعين لعبادة الله تعالى، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمجاهدين في سبيل الله: (اخرجوا باسم الله، فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدورا، ولا تقتلوا الولدان ولا اصحاب الصوامع).
والفاتحون المسلمون لم يجبروا أحداً على الاسلام، لأن الدين ينهي عن ذلك، قال تعالى: “لا إكراه في الدين”، (البقرة: 256).
والاسلام لا يعتد بإيمان أحد إلا وهو كامل الحرية.
ان الاسلام لم ينتشر بالسيف، ولكن انتشر بالتسامح والقدوة الحسنة والاخلاق الحميدة، والمعاملة الطيبة، ولقد انتشر الاسلام في شرق آسيا، وفي افريقيا عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا خير سفراء لدينهم، فاعتنق كثير من أهل تلك البلاد الاسلام لما رأوه من صدق وأمانة التجار المسلمين.
ان اسلامنا لم ينتصر بالسيف وانما انتصر على السيف، وقد كفل الاسلام للأسرى والمغلوبين أعدل النظم، وأرحم القوانين، حيث كفل لهم حريتهم الدينية، وحرم تعذيبهم ولم يجز للمسلمين ان يجيعوا أعداءهم او يقتلوا سفراءهم، او يعتدوا على المستأمنين في بلاد المسلمين من رعايا الدول المحادية، ومن هنا فإننا ندين بشدة أية اعتداءات على أرواح السائحين او ممتلكاتهم لأنهم بتأشيرات دخولهم الى بلادنا قد اصبحوا مستأمنين ويحرم المساس بأمنهم وترويعهم، وتلك من الحقوق التي كفلها الاسلام لهم.
تلك بعض القواعد الاسلامية في معاملة الاسرى التي وضعت منذ ما يقرب من ألف وخمسمائة عام قبل معاهدة جنيف لمعاملة أسرى الحرب.
ان الاسلام الذي يدعو الى القوة يدعو أيضا الى السلام، فلا جبروت ولا طغيان، ولا ذل ولا استسلام ولا هوان بل عزة لله ورسوله وللمؤمنين.
نبي الرحمة
وبعد هذا البيان الموجز مازلت أسائل هؤلاء: هل حقا الاسلام دين عنف؟! وهل نبي الاسلام - صلى الله عليه وسلم - ارهابي - حاشاه -؟!!
وصدق الله القائل: “ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا”، (الكهف: 5).
وكيف يوصف نبي معصوم بالارهاب؟!
وكيف يوصف من رحم الله به اعداءه من الخسف بمثل تلك الأوصاف الخسيسة؟! ألم يقل له ربه في كتابه العزيز: “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم”، (الانفال: 33).
ألم يعف الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة الذين آذوه واصحابه أشد الايذاء والذين تآمروا على قتله شر تآمر، وأرغموه على الخروج من مكة وهي أحب بلاد الله الى قلبه؟!
ألم يتمكن منهم وكان من الممكن قتلهم جميعاً او تعذيبهم؟
لم يفعل صلى الله عليه وسلم بأعدائه شيئاً من ذلك بل قال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
لم يستبح رسول الاسلام - صلى الله عليه وسلم - لهم عرضا، ولم يكشف لهم عن سوأة، ولم يظهر عوراتهم، ولم يضع القيود في أعناقهم ويسحبهم كالحيوانات ولم يسفك لهم دماً كما يفعل أعداء الاسلام المعتدون بالمسلمين في بلادهم، تلك هي حضارتهم التي كشفت عن وجهها القبيح، وتلك هي حقوق الانسان والديمقراطية والحرية التي يتشدقون بها!!
فمن الارهابي حقاً؟ ومن المعتدي إذن أجيبونا ان كنتم تعقلون.
ونحو إن كنا نؤكد على سماحة الاسلام ورحمته وأخلاقه ومبادئه النبيلة التي فتحت مغاليق قلوب كثير من أهل البلاد شرقا وغربا فإننا ايضا لا ننكر ان هناك فتوحات كانت بالسيف، لأن الغاية رفع كلمة التوحيد واسماعها وابلاغها لجميع الناس، لأن رسالة الاسلام عالمية وليست رسالة محلية. قال تعالى: “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون”، (سبأ: 28).
وأختم بتحذير كل من تسول له نفسه المساس بكتاب الله وآياته والدعوة الى حذف آيات معينة من مناهج أولادنا إرضاء لأعدائنا؟ لأن إرضاء هؤلاء لن يكون الا بالانسلاخ عن عقيدتنا وديننا ومبادئنا.
فيا أهل الحل والعقد، ويا أولي الأمر في كل مكان ويا أمة الاسلام تمسكوا بكتاب ربكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه، ولا ترضوا الدنية في دينكم فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، لم نغير ونبدل ونحذف ونشطب ونوصي بألا تقرأ آيات معينة في صلواتنا محافظة على مشاعر أعدائنا؟!! وهل يرضى هؤلاء ان نطالبهم بحذف أشياء معينة من كتبهم؟
قال تعالى: “أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب، وما الله بغافل عما تعملون”، (البقرة: 85).
دين السلام
قال سبحانه وتعالى: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.
وقال تعالى: “فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلَم، فما جعل الله لكم عليهم سبيلا”.
العدل مع الأعداء
ان الاسلام أمر بالعدل حتى مع الأعداء حيث قال تعالى:
“يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى”.
منقول من جريدة الخليج الاماراتية
والحمد لله ربى العلمين:
أخوكم فى الله أبو الفنون المغربى
الجمعة يونيو 10, 2011 7:59 am من طرف ابو عامر
» مرحباً بك في المدونات
الأربعاء يناير 06, 2010 9:52 am من طرف صوت الحق
» رحلة فتاة من النصرانية الى الإسلام
الجمعة ديسمبر 25, 2009 1:57 pm من طرف capping
» تكلم الانجليزية مثل الامريكيين
الأحد مارس 08, 2009 12:03 pm من طرف saad1949
» اسئلة في العقيدة .. مهمة لكل مسلم.. (2)
الثلاثاء فبراير 10, 2009 3:49 am من طرف صوت الحق
» اسئلة في العقيدة .. مهمة لكل مسلم..(1)
الثلاثاء فبراير 10, 2009 3:48 am من طرف صوت الحق
» دعوى قضائية تطالب بإلغاء المذهب الأرثوذكسي وعزل شنودة وإحلال بابا الفاتيكان مكانه
السبت ديسمبر 27, 2008 8:04 am من طرف abu alfonon
» كل ما يحتاجه المحاور المسلم:
الإثنين نوفمبر 03, 2008 5:20 pm من طرف abu alfonon
» بــــــــــــرامـــــــج اســــــلامــــيـــــــة.....
الإثنين نوفمبر 03, 2008 12:40 pm من طرف abu alfonon
» الأصول الوثنية للمسيحية!!
الجمعة أكتوبر 31, 2008 4:55 pm من طرف abu alfonon
» عقيدة الصلب والفداء عند النصارى!!
الجمعة أكتوبر 31, 2008 4:49 pm من طرف abu alfonon
» شهادة الأناجيل على بطلان ألوهية المسيح!!(5)
الجمعة أكتوبر 31, 2008 4:30 pm من طرف abu alfonon
» شهادة الأناجيل على بطلان ألوهية المسيح!!(4)
الجمعة أكتوبر 31, 2008 4:27 pm من طرف abu alfonon
» شهادة الأناجيل على بطلان ألوهية المسيح!!(3)
الجمعة أكتوبر 31, 2008 4:21 pm من طرف abu alfonon
» شهادة الأناجيل على بطلان ألوهية المسيح!!(2)
الجمعة أكتوبر 31, 2008 4:17 pm من طرف abu alfonon
» شهادة الأناجيل على بطلان ألوهية المسيح!!¨(1)
الجمعة أكتوبر 31, 2008 4:13 pm من طرف abu alfonon
» شبهة : (فنفخنا فيها من روحنا ) تعني أن المسيح إله!!!!!
الثلاثاء أكتوبر 28, 2008 9:41 am من طرف abu alfonon
» المسيح لم يقول بأنه هو الله .
الإثنين أكتوبر 27, 2008 5:09 pm من طرف abu alfonon
» أين قال يسوع انا الله فأعبدوني ؟
الجمعة أكتوبر 24, 2008 11:27 am من طرف abu alfonon
» ماذا قالوا عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ??!!
الإثنين أكتوبر 20, 2008 3:39 pm من طرف abu alfonon
» افعل شيئـًا وانصر إخوانك!!
الإثنين أكتوبر 20, 2008 2:55 pm من طرف abu alfonon
» هل الإسلام دين سلام أم حرب ؟
السبت أكتوبر 11, 2008 3:19 am من طرف abu alfonon